التخطي
دائما أعرف المقطوعة الموسيقية
الجيدة حين تجعلني أشعر بالحزن ... أحس معها أننى عشت ذكريات ليست لى كأن العازف
نحت بداخلها ذكرياته وجعلها تتصاعد مع النغمات ثم تتسلل إلى العقل لتشعر
بالحزن على تلك الذكريات ... تلك المقطوعة تحديدا تعزف ذكرياتى أنا
... روحي يغطيها
التراب بكلمة منها يطير كل ذلك وأشعر أننى على قيد الحياة .... لم أكن معتاد
على أن يفهمنى أحد، هى أمر مختلف كانت تسيطر على عقلي ... أحبها وهي "
ربما " لم
تعترف لى سوى مرة واحدة، أقول لها أحبك كانت تعطينى قبلة وتسكت.... كنت أشعر فى
لحظات أننى كل شيء لها وفى لحظلت آخرى أنا لا شيء على الإطلاق، لحظات الفراغ أصبحت
كثيرة والأحاديث تحمل بين طايتها آلامى وعدم إهتمامها ... لمسات اليد لم تعد تشفع
لركود المشاعر والقبلات أيضا، كأن سحرها أختفى ... لم أعتد أن يفهمنى أحد حتى
أصبحت هى منهم أصبحت أنا لغز لا تفهمه ... كأنها لا تعرف ما يثير غضبي ثم تفعله،
بما يفيدنا مسح ذاكرتنا إذا القلب تأذى ... عند اللحظة الأخيرة تراجعت عن قرار مسح
ذاكرتي وهى لا، رأيتها بعد مدة لا تتذكرني ولكنى أتذكر كل تفصيله، إبنسامتها
وصوتها حين تقترب من أذني وطعم شفتيها، نظرت لها وتأكد أننى كرهتها لأننى أحببت
نفسي ... الموسيقى بدأت تعزف وقلبى بدأ ينبض، ألتفتت إلي وابتسمت... بادلتها
الأبتسامة وبعدها رأيتها تأتى إلي ... يرتفع في صوت الموسيقى كأنها ترسل لى
رسالة بالهروب ولكنني لم أحرك ساكنا ... جلست أمامي وقالت
- تبدوا وحيدا.
لم اعتاد أن
يفهمنى أحد سواها ... نظرت لها وقلت
- ربما أنتِ على
حق .
أستمر صوت
الموسيقى المتصاعد ... عقلى تطوف بداخله الكثير من الأفكار .... أنخرطت هى مع
حديثها وأنا أكتفي بهز رأسي كأننى مهتم ... كأنها لا تلاحظ وجودى مثل تلك
اللحظات التى كنت أشعر أننى غير مهم لها على الإطلاق، لم أفكر كثيرا، وقفت ثم مشيت
إلى باب المقهى .... نظرت لها عبر الزجاج ولوحت بيدي وهى لوحت بيدها وعلى وجهها
ترتسم ملامح استغراب ... هناك بعص الأشياء لا تستطيع العودة لها ... فى النهاية
ستتفاجأ أنك يمكنك النجاة وحيدا بدونها .
تعليقات
إرسال تعليق