الأمل ألأخير


تسير في شوارع فارغة ... تضع السماعات في أذنها وتتمايل وهي تسير ، توقفت حين شعرت بشيء تحطم تحت قدمها ... لم يكن سوى مشغل أغاني ... أخذت كارت الذاكرة منه ووضعته في جهازها ... لم يكن هناك سوي ملف وحيد ... شغلته وبدأت تستمع .


"فكرت في الانتحار اليوم، رغم كل الأشياء الجيدة التي تحدث لي، ولكن نظرة حزن منها تجعلني مكتئب للغاية، اليوم تأكدت أن قلبي يعشقها، لا أتوقف عن إختلاس النظرات إليها وهي منهمكه  في شيء تفعله، لا أستطيع التحكم في عيني وهي بجواري ... تلتف إليها  كل بضع دقائق كأنها هي مركز الإبصار عند عيني التى لا ترى غيرها، حين تقترب مني أقاوم رغبتي في ضمها إلى قلبي لكي يطمئن أن كل شيء بخير ولا داعي للحزن، لا أقوى على قول شيء لها ... أحاول أن اقترب من قلبها أكثر ولكني غير جيد في مثل تلك الأشياء...يصيبني الحزن كل يوم حين أتركها وأعود إلى المنزل.

اليوم فكرت فى الانتحار ... بعثت لها برسالة على هاتفها أعترف بكل شيء، لربما لن أفشل تلك المرة، ولكن قلبي لم يتوقف عن نبضاته السريعة ومعدتي أصبحت غير مستقرة، كطالب ينتظر نتيجة الاختبار ولكنه يشعر بأن الرسوب قريب منه للغاية.

اليوم فكرت في الانتحار ... قلبي لم يتحمل صدمة ماحدث، شعرت بحزن شديد ... سكين سميك لم يخترق جسدي ولكنه جاء من داخل قلبي مع كل نبضه أشعر بنغزة السكين ... فى كل لحظة أتذكر تلك العينين الذين أوقعوا بقلبي، تلك الإبتسامة التي كانت تريح قلبي أصبحت الآن مؤلمة ... كان لابد من المواجهة وجهًا لوجه كما قالت ... ولكني أضعف من أن اجلس أمامها وأتلقى كل تلك الصدمات، أعرف أنني سأبكي أمامها ولكني لا أريد ذلك.

اليوم فكرت في الإنتحار حين تذكرت كل شيء ... حين أفقت من تلك الأوهام، صعدت على سور "كوبري قصر النيل" نظرت للأسفل لم أجد مياه ... كانت مجرد أرض صلبة، أرض تُركت منذ سنين كثيرة، تذكرت كل شيء حينها، لا يوجد أحد غيري هنا، منذ سنين حاولت إيجاد أحد ما زال على قيد الحياة ولكني فقدت الأمل ... سمعت صوت يناديني نظرت للأسفل وجدتها تبتسم لي وتشاور بيدها لكي أذهب إليها، ثم تعالت الهتافات من خلفي، الجميع يهتف ويقول كلمة واحدة "أقفز". "

توقف التسجيل وسمعت بعدها صوت صفير... في تلك اللحظة عرفت أنها ربما ليست الوحيدة هنا وهناك أمل أخير في وجود بشري مثلها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نهاية الحياة ونهاية الأشياء

اصحاب واطيه

Love of My Life