انعدام...!

انعدام...!
مقدمة/ دائما تسألت هل الخطأ فينا نحن ؟ ام نحن من نصنعه ؟..... الخطأ شئ لابد منه ؟.....أم نحن من نجعله طبيعيا فى وسط بيئة مليئه بالانعدام الأخلاقى ....هل يجب أن نحارب الأنحطاط ! ام نتركه ليطولنا جميعا....ونندرج معه  ....أذكر ذات مرة عندما كنت صغيرا ....كنت أحس بذنب شديد حينما كنت أسمع لفظة بذيئة.... لمجرد سماعهها فقط هل تتخيل هذا ؟! ومع مرورو الزمن وجدت نفسى أستخدم تلك الألفاظ ...هل حقا السبب فى ؟ ام فى المجتمع الذى جعل انعدام الأخلاق هى الصفه الدارجة اليوم
انعدام تناقش بعض القضايا !
لنبدأ القضيه الاولى !

_____________________________________________________________________
اليوم 18\10\2013
الساعه 8 صباحا
يوم مشمس جميل ...والعصافير تزقزق !
أنتظر لا انا لا أريد الكتابه بمثل هذا الأسلوب فأنا لا أريد تزيف الواقع وجعله عالم مثالى ....يوم كأى يوم فى مصر ...الجو الى حد ما بارد ...يوجد القليل من الشمس وترى الناس تمشى وهى عابسه الوجهة لا أعرف ماسر تلك الكأبه ...وترى تلك السيدة التى تخطت الثلاثين وهى تمسك  بأبنها الذى يتجاوز التاسعه من عمره ...تلك السيده التى تظهر عليها ملامح التعب والارهاق محجبه وأنيقه للغايه ترتدى عباية سوداء ..عيناها لونهما أسود تُظهر من نظراتها الأرهاق والذل ...وذلك الصبى ذو الشعر ألاصفر وعينيه خضراء ..ويرتدى ملابس المدرسه وعلى ظرهه الحقيبة المدرسية ....يتمشون فى ذلك الشارع الطويل وتحيط بهم العمارات بكل جهه وامامهم فى أخر ذلك الشارع وجهتهم المقصوده المدرسة ...
-محمد أنت خلصت واجب العربى ؟
نظر لها بكل برأءه
-اه ياماما عملته امبارح بليل قبل ماانام .
نظرت له وقالت بنبره محذرة
-محمد الميس هتتصل بيا لو معملتوش ....زى المرة الى فاتت كده .
-والله عملته يا ماما ..
قالها وفى وجهه تكشيره
-خلاص مصدقاك يا حبيبى ...وانا راجعه هجبلك النوتيلا الى أنت بتحبها .
أبتسم الطفل فى براءه  وكاد ان يتنطط من الفرحة ...وصلا ألى جهتهم المقصوده وكان الاطفال وفى جميع مكان خارج المدرسه يستعدو للدخول وداخلها يلعبون فى فنائها وكان الامن يحرس البوابه ..وهنا قبل أن يدخل محمد قالت والدته
-خلى بالك من نفسك ...ومتخرجش الا لما أجيلك ...
ونظرت لرجل الامن
-خلى بالك منه ومتخليهوش يخرج الا لما اجى
-من عنيا يا مدام ....
ذهبت الى السوبر ماركت لتشترى له ماوعدته بها ...ولكن تلك القبضه والخوف الذى انتابها فجأه كان غير مفُسر ..وقلقها المفاجئ لا تعرف له سبب ...كانت تتمشى فى السوبر ماركت وهى شارده الذهب وتجر العربه أمامها ولا تعرف ماذا تفعل فقط تمشى ولا تنظر أمامها الى أن كادت أن تسقط ....رف الزيوت أمامها ..أشترت حاجياتها ..ورجعت الى البيت
______________________________________________________
الساعه 1 ظهرا
فى فناء المدرسة كان محمد يجلس بجانب الباب منتظرا أمه وهو ينظر الى ذلك الفناء الملئ بالرمل وذلك الطلاء الاصفر الجميل لطالما ظن أنه يمكنه أن يصبح فنانا ليرسم بعض اللوحات ليضعها هاك على بعض تلك العواميد التى تعيق دائما حركته فى الجرى وسط هذا الفناء وذللك الكنتين كما يطلقون عليه يتدافع عليه الاطفال ليشترو منه جميع حاجايتهم من الاكل جلس يتأمل الى أن جائت أمه وأخذته ...
-ها عملت أيه النهارده ؟
-الحمد لله ...
-جعان ؟
-اه
-أستنى هنا اجبلك حاجه من المحل ده وجيالك
بعد خمس دقائق فقط خمس دقائق عادت ولم تجد أبنها ...أين هو لا تعرف ...فى اليوم التالى أبلغت جميع الاقسام
ظلت هكذا حزينه ...لا تعرف اين أبنها الوحيد ...هو كل شئ لها فى الدنيا ألان فزوجها متوفى منذ أكتر من تسع سنين ..هى من ربته وعلمته ...هو هدفها فى الحياه والان هدفها ضائع ...هى ضائعه لا تعرف ماذا تفعل ...أين تبحث ....تائهه فى مشاعرها حزينه ...تبكى ...تصرخ ...تتألم ...أين هو ؟ ....كيف أختفى ؟...لماذا هو ؟...ماذا حدث له ؟ ...ماذا لو ؟ لا لا تتمنى لو أنه بخير ...جميعها أسئله تطرحها ...مجرد أمال واهيه توجد بداخلها ...أمال تتمنى لو أن تصدقها ولكن قلبها يخبرها بأنه أنتهى رحل ولم يعد ....
_____________________________________________________________________
بعد أسبوع
لم تعرف للنوم طريق منذ رحيل أبنها ....منظهرا يؤكد لك مدى الحزن تلك العينين الحمراوتين وتلك الجفون الههذيله وذلك الشعر النكوش وكل المناديل التى تحيط بهها تدل على الحزن الحزن فى كل البيت الظلام الذى حل ...صورته التى كان مبتسما فيها أصبح حزينا كل شئ فى نظرها حزين كئيب لا شئ يستحق الحياه بعد الان ...رن هاتفها وبسرعه ولهفه أجابت
-مدام هند عاوزينك فى القسم حالا .
لم تتأخر كثير لبت النداء بسرعه شديده ....دخلت تلك الغرفه الكئيبه ...كانت متأكده من أنها ستسمع أخبار سيئه ولكن بعض الأمل مازال موجود بداخلها .. جلست على كرسى أمام المكتب ...نظر اليها الرائد فى حزن وكانت ملامحه جاده جدا هو يعرف أنه لا يستطيع أن يتعامل مع هذه المواقف جيدا فقال بسرعة
-احنا للأسف لقينا أبنك ميت ...
نظرت أليه فى ذهول تام ...كانت على وشك البكاء ولكنها ظلت متماسكا ...الى أن أدلف الرائد قائلا
-التقرير بتقول أن تم أغتصابه ...وبعد كده خنقه وللاسف لقيناه مرمى فى وسط زباله .
لم تتماسك أكثر من ذلك ...أنفجرت بالبكاء وكان الرائد لا يعرف ماذا يفعل لها فهو ليس جيدا فى تلك المواقف
ذلك الالم الذى بداخلها الأن ...لن تشعر به مطلقها مهما تألمت فى حياتك ...هل تعرف شعور فقدان حياتك ..ليس الموت بل أبشع بكثير ...ظلت تصرخ بداخلاها وتبكى بخارجها لم تتمالك أعصابها وقالت
-عاوزه أشوفه ...أخضه فى حدنى
ظلت تكرر ذلك فى حاله هستيريه من البكاء وكانت تحرك يدها حركات عشوائيه عجيبه وظلت تكرر
-عاوزه احضنه
وهنا قال لها الرائد
-مينفعش فى حالتك ديه ..معلش مينفعش
صرخت أكثر وأكثر
-أبوس أيدك أنا عاوزه أحضنه بس .
-على العموم هو فى المشرحه دلوقتى هديكى تصريح تروحى تشوفيه لحد اما نحقق فى القضيه .
بالفعل ذهبت الى المشرحه بمعجزه ما ...فهى لم تقدر على الحركة لا تعرف كيف فعلت هذا
ذلك المكان البارد المخيف ...تشم فيه رائحه الموت ...ذهبت الى الثلاجه التى تحتويه ...تحتوى جثته ...وقفت لتجهز لتك اللحظه ...لحظه مؤلمه للغايه ...وهنا فتح عامل الثلاجه وأظهر وجهه ...بدأت تحسس على وجهه ...وتبكى  وتلمسه كانها المره ألاولى لها ...ضمته وهى بداخلها نار لعل هذا الحضن يطفيها ولكن لا فائده فهو الان غير موجود ...هل تعرف شعور أن هناك شخص يمتلك ذكريات فى عقلك وذات يوم يكون هذا الشخص يختفى ...يذهب بلا رجعة ...أنه الجحيم بعينه ..ضمته أكثر فأكثر ...بكت ونزلت دموعها على وجهه وهى تبكى ...تنظر الى السقف وظلت تبكى وتصرخ ...لا تعرف ماذا تقول تمالك أعصابها ...ثم قالت بصوت متقطع فى وسط البكاء ...
-أنا جبتلك النوتيلا الى بتحبها وشيلهالك مش هاكلها الا لما تيجى ...زى ما قولتى انت مش هتتأخر صح يا محمد ؟ أنت مش بترد ليه ...انت زعلان عشان مصدقتكش لما قولت انك معملتش الواجب ...والله مصدقاك بس رد عليا ....أبوس ايدك رد عليا ...
ظلت تبكى وهى مازلت تضمه ...تضمه بقوه لعلها ترجعه ..ولكن لا فائده ..عامل الثلاجة حاول أن يخرجها وبعد عده محاولات أستطاع ذلك

بعد سته أشهر
فى محكمه القاهره
القضيه رقم 120
المتهم : أحمد فى قضيه أغتصاب الطفل محمد
نجد ذلك الهدوء فى قاعه المحكمه ذلك الهدوء الذى يسبق العاصفة...والعاصفة فى المحكمه هى الحكم ...كان المتهم مجرد شاب عمره 18 عاما يقف منحنى الرأس ولكن يوجد على وجهه ابتسامه ...وهنا داخل القضاه
-محكمه
وجلس القاضى وحل الهدوء
-حكمه المحكمه حضوريا على المتهم أحمد بالسجن 15 عاما ...رفعت الجلسه
ماهذا فقط 15 عاما ؟ نعم هذا قانون ...لان الامتهم فى عيون القانون مجرد طفل ولكن السؤال الاهم أين هى أم محمد ألأن ؟ لماذا لم تأتى فى المحكمه ....هى الان فى ذمة الله لم تستطع العيش بدون أبنها فماتت بعده بشهر ....
______________________________________________________
فى النهاية دائما أسأل نفسى هذا السؤال ....هل الشر ينتصر ؟ نعم أذا كان على أرض فاسدة ...ولكنه أنتصار مؤقت فالعدالة قادمة لا محالة !
ولكن ألى أن تأتى يجب أن نقاوم حتى لا ننجرف ألى الشر ..! 
ملحوظة\القصة مش متألفه القصه واقعية بعض الاضافات الدراميه لا اكثر ...الواقع أسوء بكثير !


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نهاية الحياة ونهاية الأشياء

اصحاب واطيه

Love of My Life