قٌدر لنا
وقف فى الشرفة كعادته اليومية ...يحتسى كوب من الشاى ..كم كان يعشقه يعتقد أنه أحدِ عجائب الدنيا....فكوب واحد منه يمكن أن يُحدث المعجزات ...نظر طويلا الى الشارع الممتد على النيل امامه... تأمل ذلك الهدوء الذى لم يعتاده فى شبابه فحياته كانت مليئة بالأحداث والأزعاج ولكن للقدر تغيرات فرضها على حياته..كان الجو بارد وشعر بلسعات البرد كان يعشق الشتاء لتلك اللسعات ولا يرتدى ملابس ثقيلة بل يحب أن يستمتع بالبرد...دخل بعد أن انهى كوب الشاى وذهب الى غرفة المعيشة ووقف أمام مكتبته وقرر أن يحاول مرة أخرى قى القراءة فهو منذ فترة كان يعانى من الملل منها ....فأخذ يجول بعينه فى المكتبة حتى وقعت على كتاب "الجريمة الكاملة " كم كان يعشق الروايات البوليسية ويذوب فى آسلوب الكاتبة أجاثا كريستى ....مد يده الى الكتاب وفتحه ولكن هناك ورقة سقطت منه ...انحنى ليلتقطها من على الأرض فلاحظ آصفرار الورقة الذى دل على قدمها ...وفتحها وهنا ومضت عيناه واتسعت ...نعم أنه يتذكر ذلك الخطاب الذى لم يُسلم أبدا الى صاحبه ... لاحت فى الأفق ذكريات مرت عليه سريعا تذكر كل شئ كأنه حدث بالأمس بدأ يقراء الخطاب الذى كان يحفظه عن ...